<hr style="COLOR: #eceaea" SIZE=1>قال الله
تعالىودكثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى الله بامره إن الله كل شئ قدير)
الحسد نوعان : مذموم ومحمود.
فالمذموم :أن تتمنى زوال نعمة عن أخيك المسلم ،وسواء تمنيت مع ذلك أن تعود إليك أولا. وهذا النوع الذي ذمة الله تعالى في كتابه بقوله
أم يحسدون الناس على ماءاتهم الله من فضله) وإنما كان مذموما لان فيه تسفيه الحق سبحانه وتعالى وأنه أنعم على من لايستحق.
وأما
المحمود : فهو ما جاء في الحديث من قوله عليه السلام :"لاحسد إلا في اثنتين :رجل اتاه الله القران فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار ، ورجل اتاه الله مالافهو ينفقه اناء الليل واناء النهار وهذا النوع من الحسد معناه:الغبطة ،وحقيقتها :أن تتمنى أن يكون لك ما لأخيك لمسلم من الخير والنعمة ولا يزول عنه خيره .
قوله تعالى
أم يحسدون الناس على ماء اتهم الله من فضله فقد اتيناء ال إبرا هيم الكتب والحكمة وءاتينهم ملكا عظيما) الذين يحسدون هم اليهود ، وقال قتادة :الناس ،العرب حسدتهم اليهود على النبوة.
والحسد مذموم ، وصاحبه مغموم ، وهو يأكل الحسنة كما تاكل النار الحطب.
وقال الحسن :ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد ،نفس دائم ،وحزن وعبرة لاتنفد .
وعلاج الحسد أ مران اثنان : علمي وعملي.أما العلمي : فأن يعلم الحاسد أن الحسد يضره دينا وآخرة، الدنيوية أن يكون مغموما ذا عذاب وحسرة ، فيكون بصفة يهواها عد ؤه وخصمه ولا هم أعظم من الحسد ،فأي حمق أعظم من أن يشتغل بقتل نفسه ولا يشعر ؟وإن ظن زوال نعمة المحسود فهو الخاسر ،حيث تزول نعمة الإيمان بسبب الحسد في قضاء الله وقدره ،وإنكار ه في قسمة الله ، فهو أن يتمنى طول الدهر أن يرمي عدودؤه في العذاب والحسرة . وأما منفعة الدين للمحسود فإنه أصبح مظلوما من جهة الحاسد ، وقد يتعدى الحسد إلى اللسان والمعاملة ، فتوخذ حسناته غدا وتعطى للمحسود ، أو تنتقل سيئات المحسود فتوضع في رقبة الحاسد.
وأما
العلاج العملي :فأن يقلع عن نفسه أسباب الحسد منالكبر والعجب والعداوة ،ومحبة الجاه والمال ، ويقوم بمخالفة الحسد ، ويثنى على المحسود في غيبته . وهذا مركب شفيع لايستعمله إلا العظماء ، ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم.
وإن الحاسد جهول ظلوم ، وليس يشفي علة صدره ، ويزيل حرارة الحسد من قلبه إلا زوال النعمة .
ودواء الحسد يكون يقمع أسباب الحسد الباطن ، إذ سبببه الغالب الكبر وعزة النفس.
قال بعض الحكماء : بارز الحاسد ربه في خمسة أوجهك أولها : قد أبغض كل نعمة ظهرت على غيره .
والثاني أنه ضن بفضله ، يعني : أن فضل الله يؤتيه من يشاء ، وهو يبخل بفضل الله تعالى.
والثالث : سخط لقسمته ، يعني : يقول لربه : لم قسمت وهكذا؟
والرابع :خذل ولي الله تعالى ،لانه يريد خذلانه وزوال النعمة عنه .
والخامس : أعان عدؤه ، يعني : إبليس لعنه الله
وذكروا فيما أوصى الله تعالى إلى موسى علبه السلام : لاتحسد الناس على ما أعطيتهم من فضلي ، ولا تنفس عليهم نعمتي ورزقي ،